فصل: تفسير الآيات (27- 29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (27- 29):

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)}
أخرج أبو عبيد وابن جرير عن هرون قال: في حرف ابن مسعود {يا ليتنا نرد فلا نكذب} بالفاء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل} قال: من أعمالهم {ولو ردوا لعادوا لما نُهوا عنه} يقول: ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل} يقول: بدت لهم أعمالهم في الآخرة التي افتروا في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس قال: فاخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى فقال: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} أي ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا.
وأخرج ابن جرير وأبن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} قال: وقالوا حين يردون {إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين}.

.تفسير الآيات (30- 31):

{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الحسرة الندامة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {يا حسرتنا} قال: الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم من الجنة في الجنة، فتلك الحسرة».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {يا حسرتنا} قال: ندامتنا {على ما فرَّطنا فيها} قال: ضيعنا من عمر الجنة {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم} قال: ليس من رجل ظالم يموت فيدخل قبره إلا جاءه رجل قبيح الوجه، أسود اللون، منتن الريح، عليه ثياب دنسة، حتى يدخل معه قبره، فإذا رآه قال له: ما أقبح وجهك! قال: كذلك كان عملك قبيحاً. قال: ما أنتن ريحك! قال: كذلك كان عملك منتناً. قال: ما أدنس ثيابك! فيقول: إن عملك كان دنساً. قال: من أنت؟ قال: أنا عملك. قال: فيكون معه في قبره، فإذا بعث يوم القيامة قال له: إني كنت أحملك الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني، فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار، فذلك قوله: {يحملون أوزارهم على ظهورهم}.
وأخرج أبن جرير وابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي قال: إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة وأطيب ريحاً، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: لا، إلا أن الله قد طيب ريحك وحسن صورتك. فيقول: كذلك كنت في الدنيا. أنا عملك الصالح طالما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم، وتلا {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} [ مريم: 85]. وإن الكافر يستقبله أقبح شيء صورة وأنتنه ريحاً، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا. ألا أن الله قد قبح صورتك ونتن ريحك. فيقول: كذلك كنت في الدنيا، أنا عملك السيء طالما ركبتني في الدنيا فأنا اليوم أركبك، وتلا {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبي مرزوق. مثله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ألا ساء ما يزرون} قال: ما يعملون.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}
أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كل لعب لهو.

.تفسير الآية رقم (33):

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}
أخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والضياء في المختارة عن علي قال: قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي يزيد المدني «أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا جهل، فجعل أبو جهل يلاطفه ويسائله، فمر به بعض شياطينه فقال: أتفعل هذا؟ قال: أي والله إني لأفعل به هذا، وإني لاعلم أنه صادق ولكن متى كنا تبعاً لبني عبد مناف، وتلا أبو يزيد {فإنهم لا يكذبونك...} الآية».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبي ميسرة قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جهل فقال: والله يا محمد ما نكذبك أنك عندنا لمصدق ولكنا نكذب بالذي جئت به، فأنزل الله: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}».
وأخرج ابن جرير عن أبي صالح في الآية قال: «جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين، فقال له: ما يحزنك؟ فقال» كذبني هؤلاء. فقال له جبريل: «إنهم لا يكذبونك، إنهم ليعلمون أنك صادق {ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح قال: كان المشركون إذا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قال بعضهم لبعض فيما بينهم: إنه لنبي، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والضياء عن علي بن أبي طالب. أنه قرأ {فإنهم لا يكذبونك} خفيفة قال: لا يجيئون بحق هو أحق من حقك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن عباس. أنه قرأ {فإنهم لا يكذبونك} مخففة قال: لا يقدرون على أن لا تكون رسولاً، وعلى أن لا يكون القرآن قرآناً، فاما أن يكذبونك بألسنتهم فهم يكذبونك، فذاك، الا كذاب وهذا، التكذيب.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب. أنه كان يقرؤها {فإنهم لا يكذبونك} بالتخفيف. يقول: لا يبطلون ما في يديك.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} قال: يعلمون أنك رسول الله ويجحدون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن. أنه قرأ عنده رجل {فإنهم لا يكذبونك} خفيفة فقال الحسن {فإنهم لا يكذبونك} وقال: إن القوم قد عرفوه ولكنهم جحدوا بعد المعرفة.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا} قال: يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم كما تسمعون، ويخبره أن الرسل قد كذبت قبله فصبروا على ما كذبوا حتى حكم الله وهو خير الحاكمين.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {ولقد كذبت رسل من قبلك} قال: يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولقد كذبت رسل من قبلك...} الآية. قال يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآيات (35- 37):

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض} والنفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية، أو تجعل لهم سلماً {في السماء} فتصعد عليه {فتأتيهم بآية} أفضل مما أتيناهم به فافعل {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} يقول الله سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {نفقاً في الأرض} قال: سرباً {أو سلماً في السماء} قال: يعني الدرج.
وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: اخبرني عن قوله تعالى {تبتغي نفقاً في الأرض} قال: سرباً في الأرض فتذهب هرباً. قال: وهل تعرب العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:
فدس لها على الانفاق عمرو ** بشكته وما خشيت كمينا

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} قال: المؤمنون {والموتى} قال: الكفار.
وأخرج عبد بن حميد وابن شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} قال: المؤمنون للذكر {والموتى} قال: الكفار حين يبعثهم الله مع الموتى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} قال: هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله، فهو حي القلب حي البصر {والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم} [ الأنعام: 39] وهذا مثل الكافر أصم أبكم لا يبصر هدي ولا ينتفع به.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {إلا أمم أمثالكم} قال: أصنافاً مصنفة تعرف باسمائها.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} يقول: الطير أمة، والإنس أمة، والجن أمة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {إلا أمم أمثالكم} قال: خلق أمثالكم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال: الذرة فما فوقها من ألوان، ما خلق الله من الدواب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {ما فرَّطنا في الكتاب من شيء} يعني ما تركنا شيئاً إلا وقد كتبناه في أم الكتاب.
وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة {ما فرطنا في الكتاب من شيء} قال: من الكتاب الذي عنده.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان والخطيب في تالي التلخيص وابن عساكر عن عبد الله بن زيادة البكري قال: دخلت على ابني بشر المازنيين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يرحمكما الله، الرجل يركب منا الدابة فيضربها بالسوط أو يكبحها باللجام فهل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئاً؟ فقالا: لا. قال عبد الله: فنادتني امرأة من الداخل فقالت: يا هذا إن الله يقول في كتابه {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} فقالا: هذه أختنا وهي أكبر منا، وقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} قال: لم نغفل الكتاب، ما من شيء إلا وهو في ذلك الكتاب.
وأخرج أبو الشيخ عن أنس بن مالك أنه سأل من يقبض أرواح البهائم؟ فقال: ملك الموت. فبلغ الحسن فقال: صدق أن ذلك في كتاب الله، ثم تلا {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {ثم إلى ربهم يحشرون} قال: موت البهائم حشرها. وفي لفظ قال: يعني بالحشر الموت.
وأخرج عبد الرزاق وأبو عبد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: ما من دابة ولا طائر إلا ستحشر يوم القيامة، ثم يقتص لبعضها من بعض حتى يقتص للجلحاء من ذات القرن.
ثم يقال لهم كوني تراباً، فعند ذلك يقول الكافر {يا ليتني كنت تراباً} [ النبأ: 40] وإن شئتم فاقرأوا {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} إلى قوله: {يحشرون}.
وأخرج ابن جرير عن أبي ذر قال: «انتطحت شاتان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا أبا ذر أتدري فيما انتطحتا؟ قلت: لا. قال: لكن الله يدري وسيقضي بينهما. قال أبو ذر: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقلب طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علماً»